الثورة المعلوماتية



الثورة المعلوماتية




بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
نحن نعيش اليوم في عصر ثورة الاتصالات والمعلومات أو مجتمع المعلومات أو الانفجار المعلوماتي والمعرفي، أو الثورة المعلوماتية، إلى غيرها من مصطلحات قاموس عصر التقنية غير المستقر، والانفتاح على العالم اجمع بلا حدود ولا قيود  كل ذلك يحمل الكثير من الجوانب الايجابية والجوانب السلبية التي تلقي بظلالها على المجتمع والفرد،  ويجب أن ندرك  ما لهذه التحديات  من أثار على مجتمعنا و كيف يمكن ان نواجه هذه التحديات ونتصدى لجوانبها السلبية ونستفيد من جوانبها الايجابية.
و أمام هذه التحديات سيصبح الفرد الفاعل في عصر  ثورة  المعلومات ، هو الفرد المتعدد المهارات و القادر على التعليم الدائم ، والقادر على تغيير عاداته المهنية و طريقة أداء عمله و سلوكه داخل المؤسسات و على مستوى المجتمع بالشكل المناسب. و أيضا ًسيكون المجتمع الفاعل هو الذي تستأثر فيه خدمات المعلومات بأكبر نصيب من الوقت والطاقة والقوة البشرية ( عبد الشافي، 2009م).
ولعلنا خلال هذه الورقة - بإذن الله – نقدم وصفا لهذا التحدي  المسمى اليوم بالثورة المعلوماتية وابرز خصائصه وآثاره على الفرد والمجتمع وكيف يمكن ان نتعامل معه من منظور التربية الإسلامية.
أولا: الثورة المعلوماتية (تعريفها – نشأتها- حجمها – دواعي وأسباب دراستها) :
مفهوم المعلوماتية:
كما تعرف المعلوماتية بأنها العلم الذي يهتم بدراسة الأساليب الفنية المنظمة لمعالجة البيانات من اجل الحصول على المعلومات، وذلك من خلال توظيف نظريات وتقنيات تتعلق بالتخزين والتوزيع والاسترجاع للمعلومات(الزبيدي،2009، 286).أي أن المعلوماتية لا تقتصر على جمع المعلومات، وإنما يمكن اعتبارها علم يعتمد على الوسائل التكنولوجية في تنظيم البيانات والمعلومات.
ويمكن تعريفها بأنها: التدفق الهائل من المعلومات في  شتى مجالات المعرفة وإتاحة وتوفر المعلومة عن طريق الوصول إليها وتبادلها وحفظها واسترجاعها بكل سهولة وسرعة وتنوع أسلوب الوصول لها من خلال مستحدثات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتخطي حدود الزمان والمكان.


وهناك بعض المفاهيم الخاصة التي لها علاقة وثيقة بالمعلومات :
 ‌أ-                الفرق بين البيانات Data والمعلومات Information:
البيانات هي المادة الأولية، هي المعطيات البكر التي تستخلص منها المعلومات، البيانات هي بنود الطاقة الشخصية ومادة استيفاء النماذج، وقراءات أجهزة القياس، والإشارات التي تنبعث من أجهزة الإرسال وتلتقطها أجهزة الاستقبال، وهي ما ندركه بحواسنا مباشرة. والبيانات هي ما تزوِّدنا به الصحف والتقارير ونُظُم المعلومات في الكمبيوتر مثلاً، لائحة أسعار الأسهم في صفحة أسواق المال هي بيان.
أما المعلومات فهي ناتج معالجة البيانات، تحليلاً وتركيباً، لاستخلاص ما تتضمنه هذه البيانات، أو تشير إليه، من مؤشرات وعلاقات و ومقارنات وكليات وموازنات ومعدلات وغيرها، من خلال تطبيق العمليات الحسابية والطرق الإحصائية والرياضية والمنطقية، أو من خلال إقامة النماذج وما شابه.
‌ب-            الفرق بين المعلومات Information و المعرفة Knowledge:
عندما يختزن المرء في ذاته المعلومات إلى حدّ أنه يستطيع الانتفاع منها، نسمي هذه المعلومة معرفة. وبشكل معادلات نكتب:
المعلومات = البيانات + المعنى.
المعرفة = المعلومات المختزنة + القدرة على استعمال المعلومات. (دفلن، 2001م) [بتصرف].
‌ج-             الفرق بين المعرفة Knowledge و الذكاء Intelligence:
لا شك أن هناك فرقاً جوهرياً بين اكتساب المعارف القائمة بالفعل وتوليد معارف جديدة، إن الذكاء هو الطاقة الذهنية التي نطبقها على سابق معرفتنا (علي، 2001م).
ومما سبق يمكن القول أن واقع الانفجار المعلوماتي (حوامل ومضامين) الذي تواكب وتعدد السبل للبلوغ إلى المعلومات والنفاذ إلى قواعد تخزينها والقدرة المتوفرة على تداولها بين الفضاءات. إلا أن ذات الانفجار في المعلومات لم يفرز إلا في القليل النادر "انفجارا معرفيا" لذلك فإن نسبة ما يتحول من معلومات إلى معارف غالبا ما يكون قليلا أو لنقل متواضعا بالقياس إلى وفرة المعلومات ووفرة حواملها. وهذا يعني أيضا أنه حتى بتوفر المعلومة على نظام يضمن لها الانتشار بهذا الفضاء أو ذاك, فإنها لا تسمو دائما إلى مرتبة القيمة إلا بتحولها مع الزمن إلى معرفة. و لربما لهذه الأسباب ترى الدول المتقدمة قد تجاوزت خطاب "مجتمع المعلومات" وبدأت تتحدث عن "مجتمعات للمعرفة" (اليحياوي،2005)
بداية ونشأة ثورة المعلومات:
يرجع  الباحثون جذور ثورة المعلومات  إلى أوائل الثمانينات من القرن الماضي، حيث بدأ ظهور الحاسب الشخصي وأصبح  تملكه أمراً يسيراً، وقد عمل الباحثون في أرجاء العالم على معالجة التقنيات التي تجعل عملية اقتسام الوقت على نطاق واسع أمراً ممكناً، حتى أضحت الحاسبات الشخصية في الوقت الراهن متشابكة بالقدر الذي يسمح بتشغيل الشبكة العنكبوتين وتبادل الوثائق وإرسالها في الوقت نفسه. وبالتالي تعد الانترنت وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة أهم الإسهامات التي  أفرزت هذه الثورة المعلوماتية  في كل مجالات الحياة اليوم.
كما أن ما يعيشه الجيل الحالي والأجيال التالية خلال هذه الحقبة الزمنية ، يختلف كما ونوعا وعمقا عما كانت تعيشه الأجيال السالفة، حيث أننا نعيش تحولات جذرية سريعة ومعقدة وشاملة قد تزداد تعقدا وسرعة بطريقة يصعب ملاحقتها، هذه التحولات بدأت منذ سنوات ولا نستطيع أن نتوقع متى ستنتهي، وإن كانت جميع الأدلة والقرائن تؤكد حتمية استمرارها بدرجة أكثر تعقيدا وعمقا كما أنها تحمل بين طياتها العديد من المشكلات والتحديات التي تصيب الإنسان في أي مكان بالقلق والاغتراب ليس نحو مستقبله فقط، بل نحو حاضره وذاته ومجتمعه الذي يعيش فيه (السنبل،2004م).
حجم تحدي الثورة المعلوماتية على المجتمع:
إن هذه التحولات والتغيرات الهائلة التي يشهدها العالم في الوقت الحاضر الآن وفي المستقبل ليس مجرد انقلاب أو طفرة في أحد جوانب الحياة ينعكس بدوره على بعض جوانبها الأخرى كما كان يحدث في الماضي، ولكنه بمثابة ثورة جذرية مستمرة شاملة لجميع جوانب الحياة على المستوى المحلي والقومي والعالمي، حيث أنها لم تترك صغيرة أو كبيرة إلا وتعاملت معها بدقة علمية وتكنولوجية عالية.
الدواعي والأسباب :
o        الدواعي : من أهم الدواعي أدت إلى نشوء تحدي الثورة المعلوماتية  في مجتمعنا ما يلي:
§         حجم المعلومات الكبير والمتنامي بشكل سريع جدا على الانترنت وطبيعة التعامل معه.
§         الطفرة العلمية الكبيرة وتقدم الإنسان في علمه واكتشافه بدرجة تفوق كثيراً كل ما مر خلال تاريخه الطويل و ظهور التخصصات المختلفة الدقيقة في جميع مجالات العلوم ، وتعدد أشكال نشر المعلومات وأوعيتها، وتعدد لغات النشر.
§         التقدم الهائل والسريع في وسائل وتكنولوجيا الاتصالات والمواصلات ونظم نقل المعلومات الإلكترونية.
§         سرعة تنامي إحجام مستخدمي الانترنت في المملكة في الأعوام القليلة الماضية.
o        الأسباب : بعض من أهم الأسباب التي دعت لدراسة هذا التحدي على مجتمعنا:
§         ان الثورة المعلوماتية تجتاح مجتمعنا شئنا أم أبينا.
§         الحاجة الماسة للمنافسة في مجال إنتاج المعلومات وعدم الاكتفاء باستهلاكها للحاق بالعالم المتقدم.
§   من خلال الإحصائيات المختلفة حول مستخدمي الانترنت في المملكة (الذي يعد أهم أدوات الوصول للمعلومات وتبادلها ونشرها) يظهر بعض من الأمور:
-         استخدام الانترنت ينتشر بشكل سريع جدا بين أفراد المجتمع.
-         تعدد أشكال تقنيات الاتصالات والمعلومات وتوفرها بشكل كبير في المجتمع السعودي مقارنة بالمجتمعات الأخرى.
-         السلبيات التي تكتنف طرق استخدام افراد المجتمع لوسائل التواصل الاجتماعي وتبادل المعلومات.
-         تمثل شريحة الشباب اكبر شرائح المجتمع من المستخدمين للانترنت ومستحدثات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

ثانيا: أرقام وإحصائيات حول ثورة المعلومات:
نظرا لدور الذي لعبته تكنولوجيا الاتصالات عبر التاريخ في التأثير على المعلومات إضافة إلى العلاقة التفاعلية التي زادت بين تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وبين سائر قطاعات المجتمع،  فإننا سوف نتناول في هذا الجزء بعض الإحصاءات التي تشير بشكل واضح إلى حجم انتشار وسائل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة في المجتمع السعودي والتي تعد من أهم أدوات وقنوات الثورة المعلوماتية. حيث يعد الانترنت وما توفره من مواقع وخاصة مواقع شبكات التواصل الاجتماعي هي أهم ما يميز هذا العصر وهي من أهم المستحدثات التكنولوجية التي ساهمت في ثورة المعلومات. والتي تؤثر بشكل مباشر على المجتمع وعلى ثقافته وقيمه ومعتقداته. وسوف نرجع هنا إلى تقرير إحصائي نشرته مدار للأبحاث والتطوير للعام 2012م بعنوان " مشهد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكة التواصل الاجتماعي  في العالم العربي" بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والذي نشر على موقعها الالكتروني)
انتشار تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في المملكة العربية السعودية:
وفي إحصائية لانتشار المحمول (الموبايل) فان المملكة العربية السعودية تحتل المركز الرابع عالميا في ترتيب الاتحاد الدولي للاتصالات. وتتفوق على عدد من الدول الكبرى والمتقدمة مثل المانيا في المركز 30 والمملكة المتحدة في المركز 31 والولايات المتحدة الأمريكية في المركز80. كما نجد أن المملكة العربية السعودية تتصدر المؤشر الأساسي  للعام 2011 م اذ كانت من بين الدول الخمس الأوائل في كافة قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.  كما تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الرابعة عالميا والأولى عربيا في استخدام الهاتف المحمول. والمركز الخامس في كل من أجهزة الحاسوب وانتشار الانترنت.  وفي اخر احصائية نشرت من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالمملكة العربية السعودية بنهاية العام 2012م  (هيئة التصالات وتقنية المعلومات، 2012) يتضح فيها أن نسبة انتشار الانترنت وصلت إلى 54% على مستوى سكان المملكة وعدد مستخدمي الانترنت في المملكة وصل إلى 15,8 مليون.
 
تبني شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي وفي المملكة العربية السعودية:
1-     استخدام الفيسبوك (Facebook)
يعتبر موقع الفيسبوك من اشهر مواقع التواصل الاجتماعي على الالنترنت واكثرها شعبية ووصل عدد مستخدميه على مستوى العالم  نحو مليار مستخدم في نهاية العام 2012 .  وبلغ عدد مستخدمي الفيسبوك في البلدان العربية نحو 47 مليونا في سبتمبر 2012م ويشكل هذا العدد نسبة 5 بالمائة تقريبا من اجمالي مستخدمي الفيسبوك على الصعيد العالمي.
الفيسبوك في المملكة العربية السعودية:
وفقا لموقع socialbakers.com ( مدار للأبحاث والتطوير، 2012م)  فان اوسع شىريحة عمرية تستخدم الفيسبوك هي الشريحة الواقعة بين 25-34 عاما. تليها الشريحة العمرية الواقعة بين 18-24 عاما. وهذا يدل على هيمنة الشباب على استخدام الفيسبوك في السعودية، على الرغم من ان الشريحة العمرية الواقعة بين منتصف واواخر العشرينيات تفوق شريحة المراهقين من حيث عدد المستخدمين. كما أن نسبة الذكور من المستخدمين تفوق نسبة الاناث حيث يبلغ عدد المستخدمبن الذكور 70% من المستخدمين.
2-     استخدام تويتر (Twitter)
نمت شعبيت موقع تويتر للتواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة منذ انطلاقه عام 2006 لبيبلغ عدد مستخدميه 500 مليون مستخدم نشط من جميع انحاء العالم بنهاية مارس 2012. 

       قبل اربعة اشهر، افادت وكالت الابحاث Semiocast المتخصصة في الاعلام الاجتماعي في باريس. ان اللغة العربية هي اللغة الاسرع نموا على تويتر، وان متوسط التغريدات اليومية في اكتوبر 2011م بلغ 2.2مليون تغريدة، بارتفاع من 100الف تغريدة يوميا تقريبا قبل 12 شهرا عندما بدأ الربيع العربي ينتشر- بنمو 22 ضعفا في عام واحد. وعلى الرغم من أن التغريدات العربية تمثل أكثر من واحد بالمئة بقليل من جميع التغريدات، كما صنفت اللغة العربية في المرتبة 8 بين اعلى اللغات المستخدمة في تويتر.
ومن الملاحظ ان تويتر في العالم العربي في طريقه إلى النضج وتنويع الاستخدام، لذا تلجأ المنظمات غير الحكومية والجمعيات المدنية الاخرى وجماعات الدعم، والتي تزيد في العالم العربي وتلجأ للتغريد لزيادة انتشارها ( مدار للأبحاث والتطوير، 2012م).
3-     استخدام اليوتيوب (YouTube):
يوجد العديد من المواقع العالمية والعربية التي تحتضن تسجيلات الفيديو ومن اشهرها عالميا موقع: YouTube )، Metacafe، Dailymotion)
ويعتبر موقع اليوتيوب أهم موقع في العالم للفيديو، فهو يسمح للافراد بوضع تسجيلاتهم في الموقع وفتح قنوات فيديو خاصة بهم. كما بلغ عدد تسجيلات الفيديو على اليوتيوب 650 مليون مقطع تقريبا بنهاية عام 2011 ويتزايد هذا العدد بنحو 500 الف تسجيل فيديو تضاف للموقع يوميا. وبلغ عدد التسجيلات التي تحمل عناوينا عربية نحو 1 بالمئة من الاجمالي. أي نحو 2.6 مليون فيديو. (في حال تم استبعاد المقاطع المكررة).
أضواء على: اليوتيوب في المملكة العربية السعودية
تمتاز المملكة العربية السعودية بوجود العديد من القنوات التي يقوم اصحابها بانتاج قسم أو كل محتواها، حيث يدخل بعضها ضمن القنوات السعودية العشرة الأكثر مشاهدة على اليوتيوب، فقد احتلت قناة" أيش اللي" المرتبة الأولى من حيث عدد المشاهدات التي زادت على 106 مليون مشاهدة.
كما أعلن مدير شركة جوجل في الأسواق الناشئة في الأسواق العربية عبدالرحمن طرابزوني أن المملكة هي الأولى من حيث مستخدمي موقع اليوتيوب حسب إحصائيات محرك البحث.
جاء ذلك خلال الجلسة الخامسة لليوم الثاني في منتدى الغد والتي كانت بعنوان «الإعلام الجديد وإثراء المعرفة»، وأضاف طرابزوني أن مستخدمي الإنترنت في المملكة في تزايد كبير وأن 40 % من متصفحي اليوتيوب من المملكة، مشيرا إلى أن الإحصائيات تبين أن 30 مليون عملية بحث كانت من المملكة خلال هذه السنة. كما اشارة الجريدة إلى ان السعوديين يشاهدون حجم 257 سنة من مقاطع الفيديو يوميا، (جريدة المختصر الالكترونية) 
4-     المحتوى الرقمي العربي:
يكاد يكون من المستحيل اعطاء رقم دقيق لعدد صفحات الويب الموجودة، وافضل تقدير يشير الى أن هناك على الأقل تريليون صفحة. يقدر مركز مدار للأبحاث والتطوير أن هناك نحو ملياري صفحة عربية على الويب يمكن الوصول اليها من خلال محركات البحث الحالية، وهي تمثل 2% من اجمالي صفحات الويب عل شبكو الانترنت. ويعتبر هذا الوجود متواضعا، مقارنة بعدد الناطقين باللغة العربية والذين يمثلون نحو 5% من سكان العالم. حتى انه لا يتطابق مع عدد مستخدمي الانترنت من الناطقين بالعربية في جميع انحاء العالم  والتي تمثل 4%.
ونجد أن المملكة العربية السعودية تعد المصدر الأكبر للمحتوى العربي الذي نشر على الانترنت في المنطقة العربية (28.37 %)  وجاءت الأمرات في المركز الثاني  18.75% (مدار للأبحاث والتطوير، 2012م).
5-     الويكيبيديا Wikipedia والمحتوى العربي:
هي الموسوعة الحرة على الانترنت والتي يمكن لاي شخص أن يضيف عليها ويعد عليها. وقد انطلقت الويكبيديا في يناير 2001 باللغة الانجليوية ثم الفرنسية ثم باي الللغات، وتشير الاحصائيات في سبتمبر 2012 الى ان الوكيبيديا باتت تضم 285 لغة بما في ذلك اللغة العربية. وتتضمن أكثر من 24 مليون مقالة.  وعلى الرغم من زيادة نسبة عدد الصفحات العربية على الويكبيديا الى اجمالي صفحات الويكبيديا خلال العام الماضي، لكنها لا تزال ضئيلة، حيث بلغت 1.34 بالمائة فقط في شهر سبتمبر 2012، وهي لا تتناسب مع نسبة الناطقين باللغة العربية التي تزيد نسبتهم على 5 بالمائة من اجمالي سكان الكرة الارضية.
6-     المدونات Bloggs
اخذت المدونات الالكترونية تفرض نفسها بقوة كأحد مصادر المعلومات والاخبار لدرجة باتت تنافس الصحف التقليدية ومصادر الاخبار الاخرى.
انواع المدونات:
يمكن تقسيم المدونات من حيث المحتوى الى خمسة أنواع وهي: مدونات نصية كتابية (Bloggs). ومدونات الصور (Photo blog), ومدونات صوتية (Podcast)، ومدونات فيديو (Videoblog)، ومؤخرا زاد الاقبال على التدوين عبر الموبايل (Mobilblog). وتتنوع المدونات من حيث المضمون بشكل واسع جدا، اذ تتناول الشؤون الثقافية والعلمية والتقنية والترفيهية والسياسية والرياضية والدينية....الخ,
عدد المدونات: قدر موقع بلوغ بلس عدد المدونات في العالم بنحو 181 مليونا حاليا للعام 2012. وتظهر الدراسات التي اجراها مركز مدار للابحاث والتطوير ان عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي وصل الى اكثر من 106مليون نسمة بحلول منتصف عام 2012. وهذا يعيني أن هناك سبع مدونات فقط لكل 1000 مستخدم عربي، ومدونة واحدة لكل 470 نسمة من اجمالي عدد السكان. وبالمقارنة مع العدد الجمالي للمدونات في جميع انحاء العالم نجد ان حصة المدونات العربية لا تزيد عن اربع مدونات لكل الف مدونة في العالم.
7-     صحافة المواطن:
وهي مواقع صحفية اخبارية تشاركية ( الاعلام التشاركي) تتيح للمواطنين بجميع فئاتهم العمرية ومستوياتهم التعليمية وتخصصاتهم العلمية والمهنية أن يشاركوا في كتابة وتزويد المواقع الاخبارية بمادتها الاخبارية المحلية والعالمية كصحفيين ومراسلين حقيقيين.
في الوطن العربي يمكن اعتبار موقع "جريدتك" هو اول مبادرة حقيقية لصحافة المواطن (http://jaridtak.com)  وقد اطلق الموقع في مارس 2008م مسترشدا بالتجارب العالمية.
والصحفيون المواطنون هم اناس عاديين يشاركون في مجتمعاتهم أو متحمسون لقضية ما. إنهم يريدون ابلاغ الأخرين الذين يشاركونهم أيضا اهتمامتهم. ويمكن أن يكون الصحفي المواطن أي شخص يرغب في ابلاغ المجتمع المحلي بمعلومات معينة.

ثالثا: ابرز مظاهر الثورة المعلوماتية وآثارها على الفرد و المجتمع :
بعض ما يميز هذه الثورة المعلوماتية ويجعل منها تحديا:
  1.   أن هذه الثورة تعتمد ـ إلى حد كبير ـ على عامل المعلوماتية من أفكار ومفاهيم ونظريات في مختلف مجالات المعرفة،وقد أدى هذا التزايد المفرط والمعقد في كم وكيف المعرفة إلى إضفاء صفة المعلوماتية على هذه الثورة(ألفن، 1995م).
  2.   أما فيما يتعلق بزيادة التعقد والعمق في كم وكيف المعرفة، فقد أكد بعض المفكرين أن المعلومات العلمية تزداد 13 % سنويا، أي أنها تتضاعف كل سبع سنوات، وأن هذه النسبة سترتفع إلى حوالي 40% بسبب النظم المعلوماتية الدقيقة وزيادة أعداد العلماء وفروع المعرفة والجامعات ومراكز البحوث (نوفل،1991م).
  3.   التقدم الهائل والسريع في وسائل الاتصال والمواصلات ونظم نقل المعومات الإلكترونية بين الدول، مخترقة بذلك حدودها السياسية والجغرافية، مختصرة بعدي الزمان والمكان بين مناطق العالم المختلفة، مما دفع كثير من المفكرين والعلماء إلى الاعتقاد بأن هذا العالم المترامي الأطراف تحول في قترة زمنية وجيزة إلى قرية كونية واحدة (Global Village)
  4.   تصاحب هذه الثورة المعلوماتية إعادة رسم الخريطة الإيديولوجية والاقتصادية لعالم اليوم والغد، وتحديد المواقع الإستراتيجية عليها، حيث اندثرت تكتلات كان لها الريادة في الثورة الصناعية الثانية (الشخيبي،2003م).
     5.        ولم تقتصر الثورة العلمية والتكنولوجية على العلوم الطبيعية، بل شملت العلوم الاجتماعية والنفسية.
  6.   أن تفاوت إسهامات شعوب العالم في إنتاج المعرفة يزيد من الهوة التي تفصل بينها. كما ويجعل الدول المتقدمة في هذا المجال في حالة سباق تكنولوجي دائم لان من يحقق هذا السبق سيضمن سيطرة اكبر على الاقتصاد العالمي.
  7.   كما أن الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الجماهيرية من نشر المعلومات على اختلافها وتوحيد المضامين التي تنقلها في كل لحظة، لدليل أكيد على أن التكنولوجيا ستلعب دورا بالغ الأهمية مستقبلا في تشكيل العقول وتحديد الصلات الاجتماعية والاقتصادية بين بني البشر مع ما يترتب على ذلك من هيمنة لثقافات الشعوب المنتجة للمعلومة على ثقافة الشعوب المستهلكة.
  8.   الثورات الصناعية السابقة كانت موقوتة بفترات معينة، أي أنها بدأت واستمرت فترة زمنية معينة ثم ما لبثت أن ضعفت، ولكن هذه الثورة المعلوماتية بدأت، ولكننا لا ندري متى ستنتهي، وإن كانت جميع المؤشرات والأدلة تؤكد أنها مستمرة مع زيادة في الدقة، والعمق، والسرعة، والتعقيد، ومن ثم فإن قدر هذا الجيل والأجيال القادمة أن تعيش في داخل زنزانة حاضرها دون أن تكون لديها الفرص الكافية للتخطيط لما يمكن أن يكون عليه المستقبل الذي أصبح يكتنفه الغموض والمفاجأة (السنبل،2004م).
هذه هي بعض السمات العامة لهذه الثورة، ويتضح منها أن المجتمعات الحالية تعيش أزمة وإن اختلفت في طبيعتها ودرجتها، وأن هناك تحديات راهنة ومقبلة لابد من مجابهتها.

 آثارها على الفرد و المجتمع:
سوف نقوم هنا بعرض لأهم النقاط الإيجابية والسلبية لهذه الثورة المعلوماتية على المجتمع، من خلال منجزها المميز الإنترنت، والذي استطاع بحق تغيير الكثير من طبيعة حياة البشر:
·                        الايجابيات:
-     سرعة الوصول للمعارف والمعلومات ومصادرها بكل يسر وسهولة وفي أي زمان ومن أي مكان وبتالي فهي تعمل على تمتين صلة الأفراد بمصادر المعلومات، والتدريب على كيفية الحصول على المعلومة وتحليلها وفهمها، وتنمية الفكر النقدي والقدرة على حل المشكلات.
-     ظهور قيم تواصل إنساني مبنية على المجتمع الواحد وإذابة الحواجز بين الشعوب، عن طريق الإنصات للآخر وتقبله واحترامه، والعمل على تحقيق أهداف مشتركة، وتجاوز تبليغ المعلومات إلى ما ينطوي عليه تطبيق مختلف الابتكارات من أبعاد أخلاقية (عبد الدايم، 1998م, ص 16).
-              إمكانية المساهمة في المعلومات المتاحة وتوسيعها وامتدادها. والمساهمة في نشر الثقافة الالكترونية.
-     توفر إمكانيات التعلم الذاتي والتدريب والتطوير والتنمية الشخصية الشخصي من خلال ما يوفر في الإنترنت من كتب  ووسائط عديدة وقيمة يستطيع من خلالها الاطلاع على الموضوعات التي يرغبها.
-     توفر بنوك ومجمعات المعلومات في جميع المجالات وتغطي غالبية المواضيع، والكثير من هذه المواقع تقدم خدماتها بشكل مجاني، فعلى سبيل المثال يمكن الدخول إلى مواقع تحتوي على القرآن الكريم بأكمله والأحاديث النبوية الشريفة، والبحث عن المعلومة المطلوبة وفق أساليب بحث مختلفة. كذلك يوجد الكثير جداً من الموسوعات الضخمة والقواميس المختلفة والمهمة، التي يمكن استخدامها بسهولة وبشكل حر، مما يزيد من التساؤل في مدى ضرورة شراء هذه الموسوعات والقواميس كمرجع بيتي.
-              يمكن اعتبار الإنترنت كحقيبة معلومات شخصية متنقلة مع المستخدم، لأن كل شخص قادر على بناء موقع يتضمن المعلومات التي يريدها ولأنه قادر على الوصول إلى هذا الموقع من كل مكان في العالم، بشرط أن يكون لديه حاسب وخط اتصال
-              تدعم أن يكون المجتمع أكثر ديمقراطية وحرية وصحة ونجاحا و توفير حرية التعبير والمشاركة بالرأي. (ياسين،1999م).
-              التواصل الاجتماعي من خلال شبكات التواصل الاجتماعاي وتكوين مجتمعات افتراضية تخصصية في مجالات مختلفة.  كمواقع الجمعيات الخيرية والعمل التطوعي وغيرها.
-              تقديم استشارات تربوية واجتماعية ونفسية عن طريق متخصصين من خلال المواقع التربوية الخاصة التي يشرف عليها متخصصين.
-              توفر فرص عمل جديدة من خلال التجارة الالكترونية والإعلام الالكتروني.
·              السلبيات:
-              التدفق الحر والمتسارع للقيم و العادت والتقاليد والمنتجات الفكرية المادية والمعنوية (عدم الرقابة والإباحة )  مع عدم القدرة على السيطرة عليها والتحكم فيها (غليون وامين،2002). كون الإنترنت جاء كنتيجة لتوحيد شبكات عديدة، قد تكون لا تتبع أي دولة أو مؤسسة أو شخص، فإن نشر المعلومات عبر الشبكة لا يمر على أي نوع من الرقابة. بذلك يكون كل شخص قادراً على نشر ما يريد من المعلومات في موقع خاص به بسرعة وسهولة وحتى بدون أن يدفع مقابلاً لنشر هذا الموقع. لذلك نجد في شبكة الإنترنت الكثير من المواقع غير المقبولة عند الأنظمة الاجتماعية الصالحة، منها مواقع: العنف، الجنس، التعصب العنصري... وغيرها.
-              الدعايات الهابطة التي تنتهك خصوصية الافراد من خلال وصولها للافراد اثناء  تصفح الانترنت للوصول لمصادر المعلومات.
-              فرض هيمنة الدول المتقدمة من خلال نشر ثقافتها وفرض هيمنتها الاجتماعية والحضارية على المجتمعات الاخرى (العولمة) حيث يمثل ذلك تهديدا على خصوصيات الشعوب الثقافية، ويضعف دور المؤسّسات التربوية في صياغة وغرس الهوية الوطنية (آل عبدالله، 1998 م).
-              تعميم قيم الاستهلاك والمتعة، واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، فإن من نتائجها تصاعد مظاهر التوترات الاجتماعية في مختلف أنحاء العالم، وتهميش الفئات المستضعفة، وما ينجم عن ذلك من آثار، ونمو النزعة الشوفينية، والتظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات الشعبية، ومقاطعة الانتخابات، ونمو الجريمة المنظمة والعنف وانتشار المخدرات
-              إنها تعزّز عدم تكافؤ الفرص التعليمية أمام المواطنين. إذ سيكون التعليم مفتوحاً أمام النخبة الذين يملكون، وستكون الطبقة الاجتماعية للفرد هي التي تؤهله للصعود في السلم الاجتماعي للمجتمع، وليس قدراته وجهده. فالتعليم من خلال شبكة الإنترنت، واستخدام البرمجيات المتنوعة ، وامتلاك أجهزة الحاسوب المتطورة، بالإضافة إلى كلّ ما أنتجه الانفجار المعرفي سيكون متاحاً لأبناء الأغنياء أكثر منه لأبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة، ولذلك ستتسع الهوة بين الفقراء والأغنياء (مارتين وشومان، 2003).
-              ظهور مشكلة ادمان الانترنت وهو الشعور بالحاجة الملحة إلى الإبحار في شبكة الإنترنت حيث يحصل عند الكثير من المستخدمين للانترنت وخاصة لبعض مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الحاجة تعتبر إحدى ظواهر الإدمان على الشبكة.
-              يصحب الإبحار في شبكة الإنترنت لأوقات طويلة قلة الحركة التي من الممكن أن تؤدي إلى مشاكل جسدية بسبب الجلوس غير الصحي أمام الحاسب أو إلى مشاكل في النظر بسبب الأشعة الناتجة عن الشاشة.
-              مشكلة العزلة والانطواء حيث يجلس المستخدم عادة وحيداً أمام الحاسب مبحرا في الانترنت، ويقضي ساعات طويلة تعزله عن المجتمع القريب والبعيد عنه، مما قد يؤدي في حالات كثيرة إلى مشكلات أخرى اجتماعية مثل صعوبة الاتصال والتعامل مع المجتمع المحيط وأخرى نفسية، تتمثل في الانزواء والانطواء على النفس.
-              الاعتقاد بأن المعلومات على الشبكة دوماً صحيحة: هذا الافتراض غير الصحيح، فهناك معلومات خاطئة على الشبكة، ولذا يجب التأكد دوماً من مصدر هذه المعلومات.
-              - نسخ معلومات واستعمالها كأنها شخصية: أو ما يعرف بضياع حقوق الملكية الفكرية. حيث  كثيرا ما نرى نسخاً لمعلومات ووظائف ومن ثم استعمالها كأنها شخصية (طيبي، 1997م). بالاضافة الى الوقوع في جرائم قرصنة المعلومات وانتهاك الخصوصيات الفردية والمجتمعية.
رابعا: الثورة المعلوماتية من منظور التربية الاسلامية وسبل مواجهتها والتعامل معها:
ان هذه الثورة المعلوماتية قد غزت أمة الإسلام من قبل الكفار شاءت الأمة أم أبت ، تماما مثل ما غزت منتجات الثورة الصناعية بكل أشكالها بلاد الأمة و تمكنت منها دون أن يكون لها موقف مستقل ، بل إن شكل الحياة قد تأثر بشكل مباشر بتلك الثورة بحيث لا يمكن للأمة أن تستقل عن ذلك التأثير ، ومع ما تحمل هذه التقنيات المعاصرة من مغبة تسخيرها لنشر الفساد في الأرض فإنها في ذات الوقت تحمل فرصة تسخيرها لنشر الخير في أرجاء المعمورة، و فرصة  دعوة هذا العدد الهائل من بني آدم إلى دين الرسل جميعا ، الذي هو دين الإسلام، و هدايتهم إلي سبل السلام، و دحض سبل الشياطين ، و نسف دعاويهم وكشف زيفهم و إقامة الحجة التي أمر الله ، ذلك بأنهم كما قال تعالى : { أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ } [ البقرة  221 ]
وما أعظم الأدلة على الدعوة إلى الله، بل قد وصفها الله تعالى بأنها سبيل المؤمنين في قوله تعالى { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [ يوسف 108 ]
و إذا كان رسول الله r يقول : (لأن يهدى الله بك رجلا ً واحدا ً خير لك من حمر النعم) فاليوم قد سخر الله تعالى الثورة المعلوماتية ما يمكنك به أن تصل الملايين من البشر بنقر زر.
ولا شك أن من أهم عناصر الدعوة نشر العلم الشرعي و طلبه، إذ بدون العلم لا تكون هناك دعوة صحيحة، و لذا أسست الدعوة إلي دين الله على بصيرة. أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رفعه : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة).  إن أعظم المصنفات و المؤلفات الإسلامية توجد الآن في صفحات متاحة للجميع، بل ومجانا. فهذا طلب العلم، و أما تبليغ الدين و نشر العلم فإنه من أعظم ما وصى به النبي r قبل موته، و في ذلك توكيد على عظمة أمره.  (البغدادي، 2001م) [بتصرف]
وفي دراسة لعادل السكري (السكري، 2009م) يقدم تصورا مقترحا للتربية الإسلامية  في عصر المعلوماتية على أساس التمييز بين ثلاثة مستويات لكل منها طبيعته التي يختص بها ، وموضوعاته التي يعالجها ، ومناهجه التي يتميز بها ، وهذه المستويات الثلاثة هي :
   * الدين الإسلامي : ومن المعروف أنه يتمثل أساساً في كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله ، صلى الله عليه وسلم ، وهذا الدين ، بما يحتويه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية ، يمكن النظر إليه باعتباره " نصاً دينياً " يمكن تفسيره وتأويله ، وشرحه وتحليله ، مع الإيمان به ، والتسليم له ، والانقياد إليه ، والعمل بما جاء فيه.
   * الفكر الإسلامي : ويتمثل أساساً في نتاج المفكرين الذين عاشوا حضارة الإسلام ، واستظلوا بظل دولته الكبرى ، وهذا النتاج الفكري ، وإن كان يدين في نشأته للدين الإسلامي ذاته ، إلا أنه في النهاية ليس خاصاً بالمسلمين وحدهم ، بل شاركهم فيه غيرهم ، ولذلك فإن مفهوم الفكر الإسلامي إنما يتسع لكل هؤلاء من غير نظر إلى دينهم ولا جنسهم ولا لغتهم.
       وإذا كان الفكر هو أهم الأصول المرعية في عصر المعلوماتية، فإن التمسك بفكرنا والحفاظ عليه، لا يكون بالتعصب له، أو الدفاع عنه، أو التزمت عنده، بل بدراسته وفحصه وتجديده ونقده، والتمييز فيه بين الغث والثمين، والكشف عن قيمته الحقيقية.
   * الواقع الإسلامي: وهو الذي تعبر عنه حياة المسلمين الفعلية، كما يكشف عن حياتهم العقلية ومواقفهم العملية في تفاعلها مع القوى السياسية المسيطرة، وتعبيرها عن القوى الاجتماعية المؤثرة، وتمثلها في النظم التربوية السائدة، وتحققها في المؤسسات التعليمية القائمة. إن الواقع الإسلامي الآن يشهد تراجعاً بشيوع التفسيرات المتأخرة للدين، والتأويلات المناهضة للدنيا ، وتحكم هذه التفسيرات وتلك التأويلات في النظم التربوية والمؤسسات التعليمية والبرامج الدراسية التي أنتجت أصحاب العقول المغلقة، والنفوس المريضة، والقلوب المتحجرة، فهل يمكن لهذا الواقع أن يتعايش مع العالم المفتوح، ويتصدى للتحديات الهائلة التي ينطوي عليها عصر المعلوماتية؟
من سبل مواجهة الثورة المعلوماتية تربويا:
ومن خلال ماسبق عرضه يتضح ان علينا الإسراع في تشخيص جوانب الأزمة التربوية، ومحاولة طرح الحلول والبدائل المناسبة للإفادة من ايجابيات الثورة المعلوماتية وتفادي سلبياتها على نظامنا التربوي..
و في هذا العصر نحن بحاجة إلى نظام تربوي وتعليمي متميز يستطيع مواجهة التحديات والحفاظ على شخصية الأمة ومكانتها. والحاجة إلى تعليم يطوّر قدرات الأفراد وينمي مهاراتهم ويزودهم بالمنهجية السليمة لتلقي المعلومات وتنظيمها وحسن استخدامها في التفكير والإنتاج (آل عبدالله، 1998م).
كما تشير بشرى المفلح إلى الواقع التراجيدي للتربية العربية ومدى تأثير المعلوماتية فيها فتقول: (وطفه، 2002) " إذا كانت المعلوماتية تتضمن قيماً إيجابية، فإنني أرى أن التربية التي نتلقاها لن تسهم أبداً في استفادتنا من هذه الإيجابيات بل على العكس لن تكرس إلا الانهزامية... فلا خطر على حضارتنا من المعلوماتية بل الخطر الحقيقي في النسق التربوي الذي لا يقدم لأطفالنا ولشبابنا إلا أجوبة عن كيف يكونون مستهلكين بامتياز فيكونوا مجرد سوق يوفر الربح للشركات العالمية. وكيف يكونون مقلدين بامتياز فيأخذوا وضعية الانفعال لا وضعية الفاعل، ويراد لهم ولا يريدون، فنحن حقيقة أمام تحد حضاري كبير ولكن مفاتيح النجاح بأيدينا وليست بعيدة عنا. فلنبدأ بتحصين أنفسنا، ليس بغلق الأبواب والنوافذ فالرياح أقوى بكثير. فمحاربة المعلوماتية وشن الحرب عليها شأن من يضرب رأسه بالصخر أو كمن يقطع يمناه بيسراه".
كما يقترح الباحثون بعضا من طرق مواجهة الثورة المعلوماتية من منظور التربية الاسلامية :
-       تنمية الوعي الاسري بأخطار الانترنت و كيفية مواجهتها والتصدي لها من خلال عقد الدورات التدريبية وخطب المساجد ووسائل الاعلام المختلفة.
-       تنمية قيم الرقابة الذاتية لدى النشأ من خلال التربية في الاسرة والمدرسة وتدريبهم على الاستخدام السليم للأنترنت.
-       اعطاء  الشباب مساحة من الحرية المنضبطة وفق ضوابط محددة في البيت والمدرسة.
-       تكثيف دور الوالدين في الرقابة على الابناء اثناء استخدامهم للأنترنت وعدم تركهم بمفردهم لفترات طويلة.
-       استخدام البرمجيات والادوات التي تساعد على تنقية وفلترة المحتوى الرقمي والمعلومات والمواقع الضارة.
-       المساهمة بإيجابية مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الكشف عن المواقع الضارة في حال التعرف عليها.
-       العمل على الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية والتثقيف للمستخدمين.
-       توفير مصادر المعلومات المختلفة من كتب ومجلات مما يتيح فرصة التعامل مع اوعية المعلومات المختلفة.
-       الاضافة للمحتوى الرقمي على الانترنت بكل ما هو مفيد وايجابي.


هناك 4 تعليقات:

العادات العشر للشخصية الناجحة

العادات العشر للشخصية الناجحة فكر بايجابية ..نصف الكأس مليئ د. إبراهيم القعيد   التف...